وصفة شوربة العظام: إكسير الغذاء الصحّي والسهل!

وصفة شوربة العظام: إكسير الغذاء الصحّي والسهل! 

شربة العظام كانت من الوصفات القديمة جدًّا (Bone Broth ) والتي اندثرت للأسف في زماننا اليوم، أتذكر جدتي عندما يمرض أحد في العائلة تقدم له شربة عظم ولعلّي كنت أستغرب من هذه القناعة في صغري، لكن أدركت أن هذه الشربة من أفضل ما يمكنك تقديمه لصحّة بشرتك وعظامك وجهازك الهضمي والمناعي أيضًا! لأنها من أغنى الشربات، عالية بالبروتين والأحماض الأمينية مثل الجيلاتين والكولاجين وبالمعادن الأساسية مثل الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم.. قررت أشربها مرتين على الأقل أسبوعيًّا، لذيذة جدًّا! في هذا المقال سأتحدّث عن فرائدها وطريقة تحضيرها.

ما هي شوربة العظام؟

شوربة العظام مرق يتم تحضيره عن طريق غلي عظام البقر أو الدجاج (أنا أفضل العظم البقري) لفترة طويلة 12-24 ساعة على النار، حتى تتحلل البروتينات والأنسجة والمعادن من العظام في المرق ، بعض الناس يضيفون منكهات للمرق وبعض الخضروات والأعشاب، أنا أفضل أضيف معه هيل وورق غار وبصل وثوم وملح فقط. لكن يمكنك إضافة جزر، كزبرة...الخ. طريقة عملها سهلة جدًّا!

طريقة تحضير شوربة العظام

المقادير:

1. 1 كيلو من العظم العضوي الطازج (من عند اللحام)، ممكن استعمال عظم بقري أو غنم أو دجاج.. لكنّي شخصيًّا أفضل البقري وأحب العظام التي تحتوي على النخاع (يعجبني طعم النخاع جدًا). 
2. 5-9 حبات هيل.
3. 4 من أوراق الغار.
4. بصلتين الأولى بقشرتها والثانية مقشرة ومقصوصتين من المنتصف.
5. رأس كامل من فصوص الثوم. 
6. ملعقة طعام من خل التفاح كبيرة لتساعد على استخلاص المعادن
7. ماء طبعًا. 

بعض الوصفات يضيفون كرفس وجزر وزنجبيل وفلفل أسود وكركم وزعتر وقرأت وصفة فيها قرفة. لكنني دائمًا أكتفي بما ذكرت في المقادير.

الطريقة:

1. تضعين العظام في قدر كبير ثم تضيفين الخضار والتوابل وملعقة من خل التفاح.
2. اسكبي الماء (أستخدم ماء مغلي) حتى يغطي كل ما في القدر.
3. اتركي القدر على نار عالية حتى يغلي (سيظهر لك زفر على سطح المرق أنا أقوم بإزالته).
4. بعد ازالة الزفر خففي النار ودعيه يغلي على نار هادئة لمدة 12 - 24 ساعة بالقدر العادي
   (يمكن استخدام قدر ضغط لمدة 3 - 4 ساعات) هذه المدة تناسب العظم البقري أو عظم الضاني. الدجاج يستهلك وقت أقل.
5. صفِّ الشوربة بمصفاة ثم دعيها تبرد، وخزنيها في مرطبانات زجاجية في الثلاجة (تدوم من 4-5 أيام)، أو في الفريزر (حتى 3 أشهر). إذا تكوّنت طبقة من الدهون الصلبة على وجه الشوربة بعد تبريدها، يمكنك إزالتها أو استخدامها للطهي (دهون صحية).

يمكنك تناولها على معدة فارغة صباحًا لتحسين ودعم الجهاز الهضمي (لمن يعاني من اضطرابات في القولون أو التهابات في المعدة أو الأمعاء) ، كمية كوب 250ml كل يوم تكفي، ويمكنك استخدامها كمرق لطبخ الأرز أو الكينوا أو أي شوربة تفضليها، كذلك في أيام البرد تعتبر الشوربة بديل مثالي للمشروبات الساخنة التي تمد الجسم بالدفء والطاقة.

الفوائد الصحية لشوربة العظام

1. صحة الجهاز الهضمي

واحدة من أبرز فوائد شوربة العظام هي دعمها لصحة الأمعاء. تحتوي الشوربة على الجيلاتين، الذي يساعد على تقوية بطانة الجهاز الهضمي ومنع "تسرّب الأمعاء" (leaky gut syndrome)، وهو ما يمكن أن يقلل من الالتهابات، الانتفاخ، والحساسية الغذائية.

كما أن الجيلاتين والكولاجين يساهمان في تكوين مخاط الأمعاء، ما يعزز البيئة المثالية لنمو البكتيريا النافعة (الميكروبيوم)، والتي تلعب دورًا كبيرًا في الهضم، المناعة، وحتى الصحة النفسية.

2. غنية بالكولاجين لدعم المفاصل والجلد

الكولاجين عنصر حيوي للحفاظ على صحة المفاصل والغضاريف. شوربة العظام تحتوي على كولاجين حيوي طبيعي يساعد على تقليل الألم والالتهابات في المفاصل، خاصةً لمن يعانون من خشونة الركبة أو التهاب المفاصل.

كما يُعرف الكولاجين بتأثيره الإيجابي على البشرة، حيث يحسن مرونتها، ويرطبها، ويقلل من التجاعيد.

3. تقوية المناعة

بفضل احتوائها العالي على المعادن والأحماض الأمينية مثل الجلوتامين والأرجينين، تعتبر شوربة العظام داعمة قوية لجهاز المناعة. تُساهم هذه العناصر في بناء الحواجز الدفاعية في الأمعاء، وتنظيم الاستجابة الالتهابية في الجسم.

4. تحسين جودة النوم والمزاج

الجلوتامين، الجلايسين، والبرولين – وهي أحماض أمينية وفيرة في شوربة العظام – لها تأثير مهدئ على الجهاز العصبي. الجلايسين بشكل خاص ثبت أنه يعزز النوم العميق ويُحسن من جودة النوم.

5. دعم صحة العظام والأسنان

شوربة العظام غنية بالكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور – وهي معادن أساسية لبناء عظام قوية. وجود هذه المعادن في شكلها الطبيعي العضوي يجعل امتصاصها من قبل الجسم أكثر فعالية.

ختامًا..

شوربة العظام من أجمل وأسهل الوصفات الغنية والتي أعتبرها غذاء علاجي متكامل، يحسن الجهاز الهضمي، وتقوي العظام والكولاجين فيها يعزز صحة وشباب البشرة، وكذلك تدعم الجهاز المناعي (جيدة جدًّا عند المرض أو الزكام أو بعد الولادة ) والأجمل أنها سهلة التحضير ويمكن تخزينها وتجهيزها في أي وقت! جربيها ولو كانت لديك وصفة أخرى لشربة العظم اكتبيها لي في التعليقات، سأكون سعيدة بالتجربة!

دمتم بخير